تابعنا:

التسويق و المبيعات

تسويق الأفكار والقيم عبر وسائل التواصل الاجتماعي

تسويق الأفكار والقيم عبر وسائل التواصل الاجتماعي

 

قد يبدو الحديث عن التسويق وربطه بالقيم والأفكار حديثًا ليس مألوفًا، فقد تعودنا على ربط مفهوم التسويق بالمنتجات المختلفة من سلع وخدمات يحتاجها المستهلك أو الزبون، وتنتجها شركات ومعامل وورش وذلك حسب متطلبات الزبون وظروفه وقدراته المختلفة الشرائية والعقلية والعاطفية، وتلتقي حاجة المستهلك مع منافع المنتجات في السوق حيث يتم التبادل وكثيرًا ما يمارس المنتجون فنون التسويق المختلفة لإشباع حاجات المستهلكين، وما الأفكار والقيم إلا منتجات لها من يصنعها وينتجها وبالتالي يسوقها لتحقيق هدف إشباع حاجة موجودة أو حاجة مصنوعة.

وكما يكون للمنتج من مواصفات ومزايا وبريق وشعاع جاذب للمستهلك ومثير لشهيته للشراء، كذلك هي الأفكار والقيم وتمثل أهم المنتجات في حياة الأفراد والأمم، يتم تسويقها بالتشويق وإثارة الدوافع الإيجابية حينًا والسلبية في أكثر الأحيان.

وإذا كان حجم الإنفاق والاستثمار في السلع والخدمات  يقدر ببلايين الدولارات فهو يفوق ذلك بكثير في مجال تصنيع الأفكار وتصميم القيم أو تشويها وتسويقها للسوق العريضة من الجمهور.

والفكرة تنتشر بفضل الدفع بها من منتجيها بسرعة فائقة وكذلك القيمة المصنعة أو المعاد إنتاجها في مخابر المُنتجين من سياسيين  وأحزاب وقوى الضغط الفاعلة في المجتمع.

ومما ساعد على ذلك وجود عدد من العوامل وأبرزها:

- الانطلاق من وجود حاجة في السوق السياسي أو الاجتماعي لهذا النمط من الأفكار أو لتبني هذا النوع من القيم قيد التوجيه، كالحاجة لتفسير ظاهرة العنف والتطرف أو حالة الإرهاب المتنامي والمتحول على سبيل المثال لا الحصر.

- توافر الأدوات المساعدة وبشدة على ترويح هذه القيم والأفكار عبر منصات الإعلام المختلفة وأهمها اليوم مواقع التواصل الاجتماعي عبر الشبكة العالمية وما وفرته من فرص كالنشر والإعلانات والفيديوهات والتسويق الفيروسي وإثارة الحماس والتشويق بقصد التسويق.

- نقص المناعة والعوز الفكري والقيمي لدى الجمهور العريض ولاسيما الجمهور العربي الذي أنهكته حكومات مستبدة عبر العديد من الأجيال والسنوات وأورثته الفقر بكل جوانبه.

- عدم توافر كثير من البدائل المطروحة أو بمعنى آخر ضعف المنافسة في توفير الفكرة الإيجابية أو الوجه الصحيح للفكرة والقيمة. 

وفي الختام يمكننا القول بأن الملايين من الناس إن لم نقل المليارات تتواجد على شبكات التواصل الاجتماعي عبر الانترنت العالمي ، وفي أوقات وأحوال متباينة ، مما يجعلهم جمهور مستهدف لكل القوى الراغبة بالتغيير ، عبر أدوات العصر الحديث.

وهذا ما يحصل اليوم في سياق تطور الأحداث في كل المجتمعات التي تشهد تحولات اجتماعية واقتصادية ، فنجد أن هناك منتجين للقيم والأفكار التي تتناسب مع إدارة مسار هذه التحولات ، وتكون منصات الاعلام الاجتماعي هي محرك التسويق والتغيير لدى الجمهور المستهدف .

 

المؤلف

image
image